السلام عليكم أحبتي هذا باب فوري إلى مقام الحضور اللحظي لا يكون الحضور وصور الأوهام قد ملأت الذهن، حتى يظن المرء أن عقله محصور في رأسه فحسب. والعين، وإن جلست على قمة الهرم، فليست هي كل الهرم. إنما موطن الحضور القلب؛ فمن أراد تصفية حضوره فلينقل نقطة إدراكه إليه، ثم ليدرك به ما لا يُدرك، وليدخل من بابه إلى ساحة اللاشعور. فقط انتقل بادراكك هناك واستشعر النبض و الصمت وامكث فيه الى ان تتخلص من جاذبية الصور الذهنية هنالك يُهيأ العبد لبدء رياضته الروحية، وتلاوته، وأعماله الباطنية. فإن غاب عن نفسه لم يحضر عنده أحد، وإن امتلأت مخيلته بخيالٍ موهوم وصورٍ باطلة حجبت بصره عن بصيرته، فلا يرى إلا السراب، ويغيب عنه نور الحقائق.