عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-2025, 10:04   رقم المشاركة : 1
بلقيس المدايسي





بلقيس المدايسي غير متواجد حالياً

بلقيس المدايسي has a brilliant future


افتراضي مطرك آت لا محالة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعلم انك تمر بوقت يشبه الجفاف وقت قد تشعر فيه ان الأرض تحت قدميك متشققة و ان السماء فوقك مغلقة و ان كل شيء حولك يبدو قاسيا هامدا أقول لك ان السماء لا تمطر إلا ما يحيي و مطرك آت لا محالة
أنت اقوى مما تظن و هذا الجفاف رغم قسوته هو ما سيجعلك تقدر جمال المطر عندما يأتي هو ما سيعمق جذورك في الأرض لتكون أكثر صلابة أمام أي عاصفة أخرى أصبر على نفسك كن لطيفا معها و استعد بقلب مفتوح لاستقبال الغيث القادم انه اقرب مما تتصور سيأتي المطر ليسقي بذور الأمل التي مازلت كامنة في اعماقك سيأتي ليطهر قلبك من غبار الخيبات سيأتي ليعطيك القوة لتنمو من جديد و لكن هذه المرة بشكل أعمق ، الثقة في مجيء المطر هي في حد ذاتها بداية الانفراج انها التربة الخصبة التي تنمو فيها القوة لاتستعجل النتيجة فقط ثق بالعملية تعلم من صبر الأرض ، الأرض لا تسأل متى ستمطر بل تنتظر في ثقة لأنها تعلم ان المطر حتمي ، هل تتذكر الأرض في قسوة الصيف كيف تشققت تربتها و عطشت جداولها و أصفر عشبها كانت الشمس تحرقها يوما بعد يوم و كأن لن ترفق بها أبدا لكن الأرض في صمتها الحكيم لم تفقد ايمانها كانت تعرف في أعماقها بأن الجفاف ليس نهاية المطاف كانت تنتظر بثبات صامت ثم يأتي المطر لا يأتي فجأة دائما تسبقه غيمة صغيرة ثم أخرى ثم تعتم السماء و تهب نسمات باردة تلامس الجبال المتعبة ثم تبدأ النسمات قطرة ثم اثنان و ينفتح غيث السماء بغزارة يا لهذا الجمال يا لهذا الوعد الكوني المتجدد ، أنظر الى الى ما يفعله المطر يغسل غبار السنين و عبث الأيام و أتربة اليأس و يغسل العين لترى من جديد يغسل القلب ليشعر من جديد يروي العطش العميق في جذور الكائنات يمنح الحياة فرصة أخرى للاخضرار و الازدهار و الازهار ، تلك البذرة الصغيرة التي تنتظر تحت الأرض القاسية تبدأ بالانتعاش و اندفاع نحو النور
و جفافك هذا ايتها الروح الجميلة هو مجرد أرض تنتظر مطرها و الانتظار نفسه هو جزء من العملية ففي هذا الانتظار تبني قوتك ، ثق ان غيمات الحب و الرحمة تشكلت في أفق روحك حتى و لم ترها بعد ثق ان الاخضرار و الازهار سيعودون الى حديقة قلبك أكثر نقاءا و بهاءا مما كانت عليه فهنيئا لك







رد مع اقتباس