الموضوع: خاطرة وتساؤل...
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-10-2025, 12:45   رقم المشاركة : 17
بلقيس المدايسي





بلقيس المدايسي غير متواجد حالياً

بلقيس المدايسي has a brilliant future


افتراضي رد: خاطرة وتساؤل...

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحافظ
تبارك الله ماشاء الله، نفخر بوجود أمثال حضرتكم بوعيكم الراقي والمتنور في هذه الدائرة المباركة، صراحة لم تتركي ما أضيفه في الموضوع وربما جوابك أعمق مما كنت أفكر فيه، حيث عندما كتبت التساؤل لم أضع جوابا جاهزا أكثر من فضول لمعرفة أجوبة أبناء الدائرة في الموضوع كل يدلو بدلوهم ونتناقش لأن عندي مواضيع كثيرة عميقة تحتاج نقاش ولكن مع فئة واعية وراقية من الناس مثل حضرتكم و أمثالكم من أبناء الدائرة بقيادة مولانا الناطق مولاي المهدي قدي الله سره شيخنا وأبونا الروحي سيدي أبوشاهين، أولا لاستفزاز العقل للتفكر في مواضيع عميقة تانيا لتطوير مستوي النقاش في هذا المنتدى المبارك.

عودة لموضوع لاحضت كثير من المتدينين يعتنقون فكر القدر مكتوب وهذا ما يؤدي لعيش حياة خانعة ليس فيها عطاء من أي نوع سواءا مادي أو معنوي.... تتكلم معه يقول لك وبعدين ما النهاية هي جنة أو نار وبعدين خلاص... وهذا المستوى الأول من أخطر المستويات الذي ورث الذل والخنوع لأمة معتنقيه.

والمستوى التاني القدر مكتوب جبرا أي ليس عندك خيارات في الحياة وهو معتقد سائد للأسف في أمتنا لأنه في فرق شاسع بين كلامنا و إيماننا الداخلي بالعكس نوع من انفصام الشخصية تجد ينصحك بكلام وحياته و معتقده الحقيقي... وهؤلاء لا ينتجون ويكونوا عالة على المجتمع...

- المستوى الثالث الحياة تفاعلية، القدر تفاعلي مع ما عندك في الداخل وهذا يتطلب عمل وجهد كبيرين، وهم يطبقون كلام الرسول الأعظم القضاء نازل والدعاء صاعد فيعتركان فيخفف القضاء..... أو فيعتركان فيغلب الدعاء القضاء.. Interactif...
التوبة تجب ما قبلها وكثير من الأحاديث في الموروث الحقيقي تؤيد هذا المستوى... وقصة الرجل الذي قتل 99 رجل إلى آخر القصة المشهورة وفي آخر المطاف عد من أهل الصلاح وهذا دليل على القدر التفاعلي.....
ويبقى السؤال ما هي الخطوات التي يجب اتباعها لتغيير قدرك من فقير اغني مثلا ومن خامل لا تعمل شيء لشخص مفيد لأهله وأمته ووووهو مستوى جيد وأصحاب هذا المستوى أغلبهم رائعين فيهم علماء وجماعة منتجة بصفة عامة ولكن لحد هذا المستوى نجد جميع الأنواع من الإنسان، أي الأشرار و الطيبين والدليل ممكن نجد عالم شرير وشخص ناجح عمليا ولكن ظالم ووو الأمثلة متعددة، ممكن أجزم شخصيا أن الأشرار أكثر لأن جماعة المستوى الأول والتاني أصلا ليس لديهم عمل ولا يؤثرون في شيء اللهم بعض المنشورات التافهة في التكتوك وبعض الاجتهادات الفارغة التي لا تنفع أحدا...

- المستوى الرابع على رأي الدكتور صلاح الراشد أصحاب perception is conception, أي ما تضعه كقبول للفكرة يتجلى على أرض الواقع..... لأنه جماعة الدائرة الظلمانية والأبالسة شغلهم الشاغل على هذا الشق أي perception يعنني يزرعون في عقلك الواعي بتكمهم في الإعلام نتفليكس، prime ,.... الأفلام وثائقيات يزرعون فيك الأفكار بطريقة لاواعية لأنهم على يقين أنها ستشكل واقعك الخارجي أي هم على دراية بهذا القانون لذلك يجندون له العدة والعتاد وأظنهم نجحوا في ذلك اللهم الواعيون أمثالكم.....
يعرفون أنهم لن يستطيعوا تغيير البشرية ولجؤوا إلى الأفكار والمعتقدات الداخلية لأنها ستتكلف بالباقي وتغير الإنسان....

ملاحظة على الخفيف : الأصل في الدين السماحة والتسامح و..... انظر للواقع على مدى التاريخ جل الحروب التي أبادت الشعوب فهي باسم الدين بهدف الدفاع عن الله أو ابنه (حاشاه) أو أو كل وشماعته وحججه، أو نشر الدين، الدليل ممكن الان سني يقتل شيعي ويفتخر والعكس كذلك، ويطلع بالتكتوك يقول نصرت الدين وقتلت كافرا ولكنه مسكين عنده قناعة هذا أفضل الجهاد وهو أحسن من حمزة و جميع المجاهدين على مر العصور لماذا لأنه عنده perception مخروم من الأساس...

دعونا نعود للجانب الخير من هذا المستوى فإنك لو غيرت مفاهيمك وضبطتها (ليس فقط توكيدات أنا غني أنا قوي...).. فستتنتقل.....

للمستوى الخامس وما أدراك المستوى الخامس وهذا المستوى لن تجد فيه أشرار فهو لخاصة الخاصة أي أنت تعيش فقط في الإحتمالات التي اخترتها بنفسك وهو مستوى الأولياء العارفين بالله وتحسب شيوخنا*من*هذا*المستوى.








كلامك في غاية العمق والتمييز، وكأنك رسمت خريطة تطوّر الوعي الإنساني في علاقته بالقدر من الجمود إلى الخلق الواعي.
فالقدر ليس سجنًا كما يتصوره البعض، بل نهرٌ متحركٌ يتبدل اتجاهه بحسب ما يجري في الداخل.

المستويان الأول والثاني
هما فعلاً مرآة الخضوع للعقيدة الجامدة، حيث يتحول الإيمان إلى قيد بدل أن يكون بابًا للحرية. هناك يعيش الإنسان كعبدٍ للفكرة لا كعابدٍ للحقّ، فيظن أن التسليم يعني التوقف، وينسى أن التسليم الحقيقي هو حركة داخلية نحو المشيئة لا انكماش أمامها.

أما المستوى الثالث
فهو وعي جميل، حين يبدأ الإنسان بفهم أن القدر تفاعلي وليس جبريًّا، وأن الدعاء والعمل والنية الصافية تخلق تغيّرًا في المسار. هنا يبدأ الإنسان بالتحرّك في دائرة القضاء المعلق، فيصبح شريكًا في كتاب حياته.

لكن المستوى الرابع
هو مرحلة فاصلة جدًا — فيها يدرك الإنسان أن الإدراك هو الخلق (perception is conception).
في هذا المستوى لا يعود القدر مجرد تفاعل مع الأحداث، بل يصبح انعكاسًا مباشرًا لما يؤمن به في عمق باطنه.
إنها مرحلة تشكيل الواقع عبر الاهتزاز الداخلي للفكرة، فكل فكرة تستقر في وعيك وتؤمن بها إيمانًا شعوريًا، تبدأ في التجلّي في الخارج.
ولهذا يعمل “أهل الظلمة” على برمجة الوعي الجمعي عبر الصورة، الكلمة، والفيلم، لأنهم يدركون أن الوعي هو البذرة الأولى للخلق.
لكن بالمقابل، حين يستعيد الإنسان سيادته على إدراكه، يصبح سيد قدره، لأن الله جعله خليفة في الأرض أي مظهرًا لقدرة الخلق الإلهي بوعيه.

أما المستوى الخامس
فهو مقام الولاية والمعرفة. فيه يختفي الصراع بين الدعاء والقدر، وبين الاختيار والمكتوب، لأن العارف يدرك أنه هو عين المشيئة متجسدة، وأن ما يختاره هو ما اختاره الله له من خلاله.
في هذا المقام لا يعيش الإنسان الاحتمالات بل يعيش الحقيقة التي اختارها من مقام التوحيد — حيث “لا حول ولا قوة إلا بالله” تتحول من عبارة إلى حالة وعي.

أما الخطوات لتغيير القدر ليست مجرد توكيدات أو تكرار عبارات، بل هي عمل خيميائي داخلي يبدأ بـ:

تطهير المعتقدات القديمة التي تربطك بالعجز والخوف.

تبديل الصورة الذهنية التي تحملها عن نفسك.

توحيد النية والفعل والشعور في اتجاه واحد.

التحرر من الزمن عبر الإيمان بأن النتيجة موجودة بالفعل في البعد الأعلى.

حينها يبدأ “القدر التفاعلي” بالتحوّل إلى “قدر خلاق”، وتصبح أنت الذي يكتب بالضوء ما كان يُكتب بالحبر.

ما طرحته أخي عبد الحافظ فتحٌ جميل في الوعي الجمعي، يحرّك الناس من عبودية النص إلى عبادة الحقيقة، ومن الجمود إلى الإبداع.
العارفون يقولون:

“من ظن أن القدر حجرٌ صلب، لم يعرف الماء الذي يجري فيه.”






رد مع اقتباس